رسائل الاغتصاب الجنسي في وسط النهار وفي الشارع:

هي كثيرة، ولكن هذا النوع من الاغتصاب ضربة قوية وانتهاك لعدد من الرموز:

 

1- رمز الفتاة التي تريد المساواة: اغتصابها يريد إظهار قوة وسيطرة الذكر عليها وأنها فريسة جنسية فقط ولا شيئا آخر، وطلب المساواة مرفوض.

2- رمز الفتاة المثقفة: اغتصابها يرمز إلى رفض الفتاة المثقفة ورفض استقلاليتها واستعمال الشارع بمفردها، وأن مكانها في المنزل إذا أرادت الاحترام والسلامة.

3- رمز ديني: اغتصاب فتاة محجبة يعني انتهاك الدين وتعاليمه لأن هذه الفتاة ترتدي رمزا دينيا قويا (الحجاب).

مساهمة مؤسسة التعليم في التمييز والاعتداء الجنسي

1 - رمز الوزرة:

- رمز جنسي: إجبار التلميذة على أن ترتدي الوزرة البيضاء والتلميذ الذكر لا جنح عليه، يعني هذا رمزيا أن الفتاة "بطارية جنسية" ويجب أن تستر جسدها.

- رمز التمييز الجنسي: ارتداء الوزرة عند التلميذة هو رمز قوي ينتهك حقوق الإنسان والمقصود به أن ليس هناك مساواة بين الجنسين.

2 - غياب التربية بكل أنواعها: غياب التربية على المواطنة وغياب التربية الروحانية لتعليم القيم الإنسانية وغياب التربية الجنسية من الأسباب المهمة التي تساهم في انتشار هذه الظاهرة.

3 - دور الأساتذة: يسرب بعض الأساتذة للتلاميذ أفكاراً متشددة ومتطرفة مثل "البوناني حرام" أو "جهنم لمن لا ترتدي الحجاب".

أسباب لجوء المراهقين إلى الاعتداء الجنسي:

الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي كان دائما قائما وسط العائلات أو في كل التجمعات مثل المخيمات، وكان مسكوتا عنه لعدة أسباب، منها ما نعرفه في ثقافتنا بِـ"عيبْ وْعارْ". ويتهيأ لنا أنه ينتشر بكثرة. مثلا لو لم تكن الكاميرا موجودة وكل هذه التكنولوجيا وتطور الإعلام الرقمي لما سمع المغرب بأكمله بهذه الفضائح.

الجديد في الأمر في الآونة الراهنة هو اللجوء إلى الاغتصاب في وسط النهار وفي أماكن عامة وأمام المجتمع، وهذا هو الأمر الذي يلفت النظر وبإمكاننا تفسيره على الشكل التالي:

1 - الخلط بين الواقع والخيال: زيادة على الشحنة الجنسية الطبيعية أثناء المراهقة، يزداد تبسيط الاستهلاك الجنسي عبر الأفلام الإباحية والفيديوهات التي تنشر الجنس أو الاغتصاب الجماعي. والمراهق يشحن جنسيا إلى درجة مرتفعة ويخلط الأفلام مع الواقع ويمر إلى تطبيق رغباته الجنسية.

2 - التحدي والشهرة: المراهق يبحث دائما على الشهرة وإبراز رجولته وشجاعته وفحولته والانتصار على كل التحديات القانونية والاجتماعية والدينية. ودماغ المراهق ليس ناضجا بعد، وليس بإمكانه تقييم الأخطار والمشاكل التي سيواجهها بعد عمله.

3 - "البوز": كل المراهقين يقضون أعظم أوقاتهم في العالم الأزرق وصار بينهم تنافس في عدد "الليكات" و"البارطاج"، وربما أن ما شاهدناه كان هدفه هو "البوز".

4 - الاغتصاب تحت عين الكاميرا: هو في الأصل اغتصاب أمام المجتمع، وبالتالي هو في الأصل اغتصاب للمجتمع بأكمله الذي أصبح يقلق المراهق ولا يهتم به وبمستقبله.

علاج وحلول هذه الظاهرة

كل من يزعم أن له الحلول فهو خاطئ، لأن الحلول تتطلب اختصاصيين من كل الميادين وكذلك أطرافا أخرى من المجتمع، ويجب عقد مشاورات في كل أركان الوطن ثم جمعها ودراستها. كما أن العلم يؤمن حاليا بأن الحلول لا تأتي من الأذهان أو الطبقات المثقفة فقط، بل تأتي من مدرسة التجربة، يعني من القاعدة ومن أرضية الواقع. فمثلا أنا على يقين أن حارس المدرسة لديه هو الآخر حلول يجب أخذها بعين الاعتبار. يجب عقد مشاورات على كل المستويات المجتمعية لأن الأمر يهم المواطن والمجتمع أكثر من المفكر والسياسي.

*خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي

Hespress.com

أضف تعليق

Les points de vues exprimés dans les commentaires reflètent ceux de leurs auteurs mais ne reflètent pas nécessairement le point de vue officiel de Yawatani.com qui, par conséquent, ne pourra en être tenu responsable.
De plus, Yawatani.com se réserve le droit de supprimer tout commentaire qu'il jurera non approprié.


كود امني
تحديث